المتكبر ينظر إلى أعطافه ، لأن النفس إذا خلا منها موضع الفضل ، وباتت الطباع والصفات معطلة من زينة الأخلاق ، فيرفل في ثيابه متعجرفاً ، يتعمد إثارة الانتباه إليه ، يخال رائيه أن ثيابه تمشي وحدها ، فيطغى ويجاوز الحد ، ويأتي طغيانه على شكله المضحك ، وكلامه السمج كالخضاب على رأس الأصلع . فرحت أتحرى فيهم شيئاً من النّبل أو الفضل أتخذه عذراً لهم ، فإذا عقولهم كما خلقت لم تمسها فائدة ، فقلت في نفسي : « ما أشد عبث الدهر يرفع هؤلاء من موا مواضعهم هم مجالس ما خلقوا لها ليفضحهم بين الناس ! »
Lista de comentários
Réponse:
المتكبر ينظر إلى أعطافه ، لأن النفس إذا خلا منها موضع الفضل ، وباتت الطباع والصفات معطلة من زينة الأخلاق ، فيرفل في ثيابه متعجرفاً ، يتعمد إثارة الانتباه إليه ، يخال رائيه أن ثيابه تمشي وحدها ، فيطغى ويجاوز الحد ، ويأتي طغيانه على شكله المضحك ، وكلامه السمج كالخضاب على رأس الأصلع . فرحت أتحرى فيهم شيئاً من النّبل أو الفضل أتخذه عذراً لهم ، فإذا عقولهم كما خلقت لم تمسها فائدة ، فقلت في نفسي : « ما أشد عبث الدهر يرفع هؤلاء من موا مواضعهم هم مجالس ما خلقوا لها ليفضحهم بين الناس ! »