كان يختارها دائماً، وكنت أستغرب هذا الإصرار على زياراته المتكررة إلى المغرب، بل إلى نفس المدينة ونفس الفندق بل نفس القهوة العربية التي يقضي بها ساعات منصتاً “للحكواتيه”، ومستمتعاً بنكهة الشاى الأخضر بالنعناع الطازج وبرائحة البخور والعطور والتوابل التى تفوح من جنباتها، ولما سألته عن هذا الإصرار كان يبتسم ابتسامة العالم بالسر وهو يتمتم قائلاً: ليس من رأى كمن لم يرى. وحينئذٍ كنت ألوذ بالصمت في صبر لعلي أكون من الناظرين.
أما اليوم وقد رأيتها… تلك المدينة المغربية الفاتنة “المدينة الحمراء”، أو” البهجة” كما يحب أن يطلق سكانها عليها، مدينة الشمس والقمر، والثلوج والنخيل، والحضارة والتاريخ. وصفها مؤرخها ابن المؤقت بأنها: “دار الفقه والعلم والصلاح، قاعدة بلاد المغرب وقطرها ومركزها وقطبها، فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، بسيطة الساحة ومستطيلة المساحة، كثيرة المساجد، عظيمة المشاهد، جمعت بين عذوبة الماء واعتدال الهواء، وطيب التربة، وحسن الثمرة، وسعة الحرث، وعظيم البركة”.
Lista de comentários
كان يختارها دائماً، وكنت أستغرب هذا الإصرار على زياراته المتكررة إلى المغرب، بل إلى نفس المدينة ونفس الفندق بل نفس القهوة العربية التي يقضي بها ساعات منصتاً “للحكواتيه”، ومستمتعاً بنكهة الشاى الأخضر بالنعناع الطازج وبرائحة البخور والعطور والتوابل التى تفوح من جنباتها، ولما سألته عن هذا الإصرار كان يبتسم ابتسامة العالم بالسر وهو يتمتم قائلاً: ليس من رأى كمن لم يرى. وحينئذٍ كنت ألوذ بالصمت في صبر لعلي أكون من الناظرين.
أما اليوم وقد رأيتها… تلك المدينة المغربية الفاتنة “المدينة الحمراء”، أو” البهجة” كما يحب أن يطلق سكانها عليها، مدينة الشمس والقمر، والثلوج والنخيل، والحضارة والتاريخ. وصفها مؤرخها ابن المؤقت بأنها: “دار الفقه والعلم والصلاح، قاعدة بلاد المغرب وقطرها ومركزها وقطبها، فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، بسيطة الساحة ومستطيلة المساحة، كثيرة المساجد، عظيمة المشاهد، جمعت بين عذوبة الماء واعتدال الهواء، وطيب التربة، وحسن الثمرة، وسعة الحرث، وعظيم البركة”.