ها هو النص : هل وقفت يوما على ما يهبه التسامح من فضائل؟ وهل ذكر لك بأنه خلق تنبت في أرضه الطيبة مكارم لا حصر لها.
فاعلم إذن، أن التسامح صفة حميدة فضائلها تدل على سلامة الفكر ونقاء الوجدان كليهما. أما التعصب فيكاد يكون أمراضا نفسية، تقيد العقل، وتحول بين الإنسان وفطرته، وبينه وبين مجتمعه، فيتفرد وينفرد، منكمشا شاكا في كل ما حواليه، يستضعف كل رأي غير رأيه، وكل مقدرة غير مقدرته، فيفقد الثقة بغيره، ويرفض التعايش والتآزر.
والتسامح وسيلة الانسجام، فهو بمنزلة تشذيب لأغصان الشجرة، ينفي عنها الزوائد، ومعوقات النمو، إنه عملية تصفية لعرض الأفكار، وفهم آراء الآخر. وبذلك يتنازل الإنسان عما علق برأيه من أنانية، ويصحح أخطاءه، ويحقق الانسجام مع فكر غيره عبر السنين.
والتسامح بعد هذا كله، خلق مكتسب، ويكاد يكون في الإسلام خلقا طبيعيا، لأن الإسلام دين التسامح يمد الإنسان المسلم بهذه الشحنة، فيصبح متسامحا، فتسمو نفسه، وترتفع عن الضغائن والصغائر، ويظل شامخا متعاليا.
Lista de comentários