أعود اليكم اليوم وفي جعبتي بعض اليوميات التي الممتعة التي قضيتها في عاصمة الحماديين رفقة أخي وصديقي عبد القادر، أياما كنت فعلا بالحاجة اليها بعد مرور أزيد من 4 سنوات عن آخر خرجة سياحية قمت بها...
بدأنا بالتزود والتحضير للرحلة كعادتنا في كل خرجة نقوم بها بيوم أو يومين قبل الإنطلاق، اخترنا أن تكون الرحلة هذه المرة عبر وسائل النقل العامة بدل السيارة ..
ذهبنا إلى المحطة بعد صلاة الصبح مباشرة، وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما وجدنا جمعا كبيرا من الناس أمام الحافلة التي ستقلنا، يحاولون الظفر بالمقعد الأخير الذي بقي شاغرا، المشكلة أنهم كانو يريدون السفر كل مع مجموعته .. ومن حسن حظنا أن أحدهم غضب من التأخير المفروض عليها فألغى سفره فكان هناك مكانين في انتظارنا :)
وصلنا والحمد لله إلى المكان المنشود وانتقينا الفندق الملائم لنا، وكان في وسط المدينة وفي موقع استراتيجي للغاية إذ أن كل المرافق الضرورية محيطة به من مطاعم ومقاهي ومحطات التنقل بين الشواطي والمناظق السياحية إضافة إلى المسجد ..
بعد استرجاع الأنفاس وأخذ قصط من الراحة توجهنا مباشرة إلى شاطئ تيشي الذي طالما سمعنا عنه الكثير، لكني وبكل صراحة لم أجده في المستوى الذي أرتضيه خاصة المصطافين الذين لا يملكون ذوقا في السياحة مع الأسف !!
فترة الظهيرة قضيناها على الشاطئ مع تناول الغداء في أحد المطاعم القريبة إضافة إلى القليل من التسوق ومحاولة الإندماج مع المجتمع القبائلي وتعلم لغتهم "الأمازيغية" لكننا للأسف لم نفلح فقد كنا نقابل بالكثير من الإزدراء، ولم يشفع لنا عندهم سوى لهجتنا "الشاوية" التي استعملناها كحق فيتو في بعض الأحيان :)
عدنا إلى الفندق للراحة قليلا بعدها خصصنا وقت المساء والليل لإستكشاف مدينة بجاية، وبالضبط الجانب الغربي منها وقد وجدنا عمرانها في منهى البراعة والحضارة والتمدن ..
في اليوم الموالي قررنا قضاء النهار على شواطئ "بوليماط" على حدود مدينة "تيزي وزو"، وقد كانت الرحلة إلى هناك مليئة بالدهشة والروعة وسبحان الخالق الذي أبدع في تصوير الطبيعة من جبال وهضاب وغابات كثيفة وتداخل الجبال مع البحر .. رأينا قدرة الله وبديع صنعه في طبيعة القبائل الجبلية ..
قضينا النهار بأكملة على الشاطئ، واستمتعنا بالسباحة وأشعة الشمس والرمال الذهبية ..
في المساء وفي طريق العودة حدثت لنا مواقف طريفة، إذ صادف وقت العودة أن قام سكان إحدى القرى بقطع الطريق احتجاجا على عدم إيصال الماء لهم في قمم الجبال !!
توقفت حركة المرور كلية واضطررنا لقطع ما تبقى من المسافة على الأقدام .. وصلنا إلى المكان الذي تم فيه قطع الطريق فوجدنا جمعا غفيرا من سكان القرية يفاوضون "رئيس الدائرة"، حاولنا الإندماج مع السكان وفهم ما يقولون زكانت الفكرة العامة التي خرجت بها "أولاش أمان أولاش أبريذ، يلا أمان يلا وبريذ" ! بمعنى:
"لا يوجد ماء لا يوجد طريق، يوجد ماء يوجد طريق" !
أكملنا ما تبقى من الطريق "حوالي 10 كيلومتر" مشيا على الأقدام، وصلنا منهكين جدا إلى الفندق، أخذنا قسطا من الراحة، وفي الليل استكشفنا الجهة الشرقية من بجاية، ولكن الإرهاق نال منا فآثرنا النوم على الإستكشاف :)
في اليوم التالي كانت الخطة أن نلغي الشاطئ والسباحة من أجندتنا، واستبدلنا ذلك بقمة "يما قورايا" وهي أعلى قمة في بجاية حسب ما قيل لنا وبالإمكان مشاهدة مدينة بجاية بأكملها من أعلى القمة، كان صعودنا إلى القمة باكرا جدا وقبل الجميع ونحن من قام بافتتاح القلعة قبل الجميع :)
استمتعنا كثيرا بالمناظر الخلابة وبالجو الرومنسي الذي صادفنا ذلك اليوم، فقد كان السحاب يغطي منطقة "يما قورايا" وكانت قطرات خفيفة من المطر تتحفنا من فترة لأخرى، وأحيانا تمر علينا قطعة من الشمس ثم تختفي، وقد صادف وجودنا هنا انتشار الضباب أسفل القمة وهذا ما زاد من روعة المكان ..
لا ننس أيضا المرح والمتعة التي قضيناها من القردة التي كنا نطعمها بأيدينا فتأتي وتأخذ منا القطعة تلو الأخرى فتغدو وتعود طالبة المزيد :)
كانت هذه آخر محطة لنا في منطقة القبائل .. عدنا إلى الفندق وحزمنا أمتعتنا وتناولنا الغداء عند "التبسي" كما يحلو لنا تسميته ثم العودة إلى الأوراس ..
Lista de comentários
Réponse :
أعود اليكم اليوم وفي جعبتي بعض اليوميات التي الممتعة التي قضيتها في عاصمة الحماديين رفقة أخي وصديقي عبد القادر، أياما كنت فعلا بالحاجة اليها بعد مرور أزيد من 4 سنوات عن آخر خرجة سياحية قمت بها...
بدأنا بالتزود والتحضير للرحلة كعادتنا في كل خرجة نقوم بها بيوم أو يومين قبل الإنطلاق، اخترنا أن تكون الرحلة هذه المرة عبر وسائل النقل العامة بدل السيارة ..
ذهبنا إلى المحطة بعد صلاة الصبح مباشرة، وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما وجدنا جمعا كبيرا من الناس أمام الحافلة التي ستقلنا، يحاولون الظفر بالمقعد الأخير الذي بقي شاغرا، المشكلة أنهم كانو يريدون السفر كل مع مجموعته .. ومن حسن حظنا أن أحدهم غضب من التأخير المفروض عليها فألغى سفره فكان هناك مكانين في انتظارنا :)
وصلنا والحمد لله إلى المكان المنشود وانتقينا الفندق الملائم لنا، وكان في وسط المدينة وفي موقع استراتيجي للغاية إذ أن كل المرافق الضرورية محيطة به من مطاعم ومقاهي ومحطات التنقل بين الشواطي والمناظق السياحية إضافة إلى المسجد ..
بعد استرجاع الأنفاس وأخذ قصط من الراحة توجهنا مباشرة إلى شاطئ تيشي الذي طالما سمعنا عنه الكثير، لكني وبكل صراحة لم أجده في المستوى الذي أرتضيه خاصة المصطافين الذين لا يملكون ذوقا في السياحة مع الأسف !!
فترة الظهيرة قضيناها على الشاطئ مع تناول الغداء في أحد المطاعم القريبة إضافة إلى القليل من التسوق ومحاولة الإندماج مع المجتمع القبائلي وتعلم لغتهم "الأمازيغية" لكننا للأسف لم نفلح فقد كنا نقابل بالكثير من الإزدراء، ولم يشفع لنا عندهم سوى لهجتنا "الشاوية" التي استعملناها كحق فيتو في بعض الأحيان :)
عدنا إلى الفندق للراحة قليلا بعدها خصصنا وقت المساء والليل لإستكشاف مدينة بجاية، وبالضبط الجانب الغربي منها وقد وجدنا عمرانها في منهى البراعة والحضارة والتمدن ..
في اليوم الموالي قررنا قضاء النهار على شواطئ "بوليماط" على حدود مدينة "تيزي وزو"، وقد كانت الرحلة إلى هناك مليئة بالدهشة والروعة وسبحان الخالق الذي أبدع في تصوير الطبيعة من جبال وهضاب وغابات كثيفة وتداخل الجبال مع البحر .. رأينا قدرة الله وبديع صنعه في طبيعة القبائل الجبلية ..
قضينا النهار بأكملة على الشاطئ، واستمتعنا بالسباحة وأشعة الشمس والرمال الذهبية ..
في المساء وفي طريق العودة حدثت لنا مواقف طريفة، إذ صادف وقت العودة أن قام سكان إحدى القرى بقطع الطريق احتجاجا على عدم إيصال الماء لهم في قمم الجبال !!
توقفت حركة المرور كلية واضطررنا لقطع ما تبقى من المسافة على الأقدام .. وصلنا إلى المكان الذي تم فيه قطع الطريق فوجدنا جمعا غفيرا من سكان القرية يفاوضون "رئيس الدائرة"، حاولنا الإندماج مع السكان وفهم ما يقولون زكانت الفكرة العامة التي خرجت بها "أولاش أمان أولاش أبريذ، يلا أمان يلا وبريذ" ! بمعنى:
"لا يوجد ماء لا يوجد طريق، يوجد ماء يوجد طريق" !
أكملنا ما تبقى من الطريق "حوالي 10 كيلومتر" مشيا على الأقدام، وصلنا منهكين جدا إلى الفندق، أخذنا قسطا من الراحة، وفي الليل استكشفنا الجهة الشرقية من بجاية، ولكن الإرهاق نال منا فآثرنا النوم على الإستكشاف :)
في اليوم التالي كانت الخطة أن نلغي الشاطئ والسباحة من أجندتنا، واستبدلنا ذلك بقمة "يما قورايا" وهي أعلى قمة في بجاية حسب ما قيل لنا وبالإمكان مشاهدة مدينة بجاية بأكملها من أعلى القمة، كان صعودنا إلى القمة باكرا جدا وقبل الجميع ونحن من قام بافتتاح القلعة قبل الجميع :)
استمتعنا كثيرا بالمناظر الخلابة وبالجو الرومنسي الذي صادفنا ذلك اليوم، فقد كان السحاب يغطي منطقة "يما قورايا" وكانت قطرات خفيفة من المطر تتحفنا من فترة لأخرى، وأحيانا تمر علينا قطعة من الشمس ثم تختفي، وقد صادف وجودنا هنا انتشار الضباب أسفل القمة وهذا ما زاد من روعة المكان ..
لا ننس أيضا المرح والمتعة التي قضيناها من القردة التي كنا نطعمها بأيدينا فتأتي وتأخذ منا القطعة تلو الأخرى فتغدو وتعود طالبة المزيد :)
كانت هذه آخر محطة لنا في منطقة القبائل .. عدنا إلى الفندق وحزمنا أمتعتنا وتناولنا الغداء عند "التبسي" كما يحلو لنا تسميته ثم العودة إلى الأوراس ..
Explications :