إقرأ النص التالي ،ثم أنجز الأنشطة المطلوبة : ظلمات الليل تكتنف قامته القصيرة النحيلة، وهو يسير مطرق الرأس ، وئيد الخطى في ذلك الطريق الموحش الطويل... بين الفينة والأخرى تمرق أمامه سيارة تضيئ وجهه المسنون ، المنقيضة ملامحه ، ذا العينين الحزينتين ، والشفتين المنفرجتين عن ابتسامة جامدة بلهاء. ويبدو سرواله الحائل اللون، وقميصه الخشن الذي ينفتح، في إهمال ، عن رقبته وأعلى صدره، رغم الجو البارد الذي يسربل ليالي الخريف... لقد أنتهى كل شيء بالنسبة إليه... تحطمت تلك الأماني العالية التي كانت ترافق نبضات قلبه، وحمدت جذوة الأمل والطموح بين حناياه، فخيم على نفسه ظلام رهيب كديجور ذلك القبر الذي انضم إلى الأبد على لجثة والده العجوز... كان عائداً إلى البيت على دراجته القديمة، بعد أن قضى سحابة يؤمه، كالعادة، يكده ويشفى من أجل اللقمة، وإذا بسيارة تدوس جسمه الواهن، وتجعل حداً لكفاحه الشاق الطويل .. ويعلل قمر تلك الليلة مزدهياً من خلال كوة ضيقة على بيت حقير يضم أمرأة واكفة الدموع ، وفتاة محمرة الجفون، وقتى تايه النظرة... يربت في حنان رأس أخيه الصغير الذي توشد ركبته ونام بعد أن أوهموه جميعاً بأن أبناء العزيز مسافر، وبأنه سيعود.. إن هذه الصورة القائمة الحزينة، تتراءى له الآن ، مع عشرات الصور المؤلمة وهو يسير وجيداً مطرق الرأس، وليد الخطى في ذلك الطريق الطويل... ١ -اشرح" بلهاء" و "وئيد الخطى"
Lista de comentários
"بلهاء" تعني هنا "بلا فائدة" أو "غير مجدٍ" وتشير إلى أن شفتي الشخص الذي يسير في الطريق هي شفتان منفرجتان بدون ابتسامة أو عبارة على وجهه.
"وئيد الخطى" يعني "خطواتٌ ضعيفةٌ"، ويشير إلى أن شخصية الراوي لديها قامة نحيلة وطويلة ولكن خطواتها ضعيفة وليست قوية أو ثابتة.