تخيل انك صادفت جنيا في حالة يرثى لها ؛ فأخدت بيده و احسنت اليه ، و صحبته إلى منزلك ؛ لكن الجني لم تحسنت حالته قلب لك ظهر المجن و نقم عليك . اكتب حكايتك معه واضعا لها نهاية سارة et mrc
كنت في سبيل الرجوع إلى منزلي في أعقاب يوم دراسي جميل يعمه الجد والنشاط، عندما لمحت دوحة لم أعتد وجودها في حديقة حينا، لقد كانت شجرة خوخ كبيرة تنبعث منها رائحة زكية.
اقتربت منها بدافع الفضول، ومددت يدي لأقطف واحدة من أفانينها؛ إذ شدت انتباهي ثمرة غريبة ينافس لونها السماء في زرقتها، فقطفتها ونظفتها بمنديلي، وما كدت أقضمها حتى انبعث منها صوت يصرخ ويقول: " لا ، أيتها الفتاة، توقفي!"
ارتميت على الأرض من هول الصدمة في حين سقطت الخوخة على يميني لتنشطر إلى نصفين متساويين، فعم ديجور حاد كأنه حلكة الليل تعويض الزرقة التي كانت تكسو السماء منذ لحظات ضئيلة، وهبت ريح عاتية موضع النسيم المريض الذي كان ينعش النفوس، ودوى هزيم الرعد ليبدو جني كبير جدا البنية، أحوص العينين، أزرق الجلد، أشعث الشعر من ضمن القزع الذي ملأ المقر، فتوقفت في مكاني، ودب الرهاب في أوصالي، وأحسست بالدم يتجمد في عروقي، إلا أن الجني لم تلبث حالته أن اختلفت، فأصبح قصير القامة، ضئيل الجُسمان، فتحول الفزع والخوف اللذان كانا يخالجانني إلى ذهول وارتباك لما نطق قائلا بتعب :
" اسمعيني أيتها الطيبة، أعلم أنك إنسانة ذات أخلاق فاضلة، ومن شيمك معاونة المحتاج إليك، ولابد أنك ستمدين لي يد الدعم، أليس ايضاً؟"
تحشحشت من مكاني، ووقفت بصعوبة على قدمي اللتان ما عادتا تحملانني، ثم استجمعت بعض قوتي لأقول بصوت متقطع يلفه الرهاب: " وكيف لي أن أساعدك، وأنت جني مارد، في حين أنا لست إلا بشرية هزيلة؟" ، فأجاب وقد زادت حالته سوءا : "بلى، تستطيعين، ما عليك إلا وضعي على النار حتى أتخلص من محنتي".
هززت رأسي قبول، وحملته بين ذراعي بعدما أشفقت لحاله، ثم انطلقت أعدو نحو منزلي، حيث أوقدت نار المدفأة ووضعته فيها، وماهي سوى دقائق محصيات حتى استعاد حجمه الأصلي، وشكله الوحشي، ليجلجل قائلا بحنق : "تجهزي أيتها الخبيثة لدفع ثمن ما اقترفته أيادي أجدادك"، فأجبته بهلع : " وماذا تصرف أجدادي؟!"
- "ألا تعلمين أنهم سببب معاناتي وآلامي؟! إستيعاب من أحدثوا ذلك الشرخ العميق في جسدي، وهم من سجنوني في هذه الشجرة الملعونة"
- "ولكنني حررتك من هذا السجن المظلم، وأنقذتك من الوفاة والهلاك، فكيف تقابل معروفي بالجحود والنكران؟!"
- "إن هذا لا يشفع لك، فلن أستطيع التغاضي عن خطيئة عائلتك ما دمت من هذه السلالة التي عذبتني ودمرتني، فسآخذ بثأري من أعدائي بالتخلص منك."
- وكيف علمت انهم عائلتي؟ فالأسر عدة على سطح الأرض."
- "أولستم جميعا من بني آدم؟"
- "بلى، ولكن.."
- "ولكن ماذا؟ لقد تعبت من مجادلتك السخيفة تلك، فتأهبي.. ثواني حياتك باتت معدودة"
أجبته وقد تبلورت فكرة غريبة في ذهني: "إذا كان لا مفر من موتي، فاسمح لي بطلب أخير"
- "وماهو؟"
- "أنت جني، والجن يمكنهم القيام بما يعجز الإنسان عن فعله، صحيح؟"
- "نعم، وبعد؟"
- "إذن، هل لك أن تأتي لتصبح ماء، داخل الزجاجة؟"
- "أتشكين في هذا؟"
- " لا، ولكني أود أن أكون أول من يشهد تلك المعجزة أحد أبناء جنسي"
لم شدد أنهي كلامي حتى اختفى الجني من أمامي ، وامتلأت الزجاجة ماء وأسرعت إليها، وأحكمت إقفالها، وألقيت بها في عرض البحر بعدما أرفقتها بملحوظة تنبه من فتحها.
وبذلك، انقشعت ضبابة الرهاب التي كانت تعتريني، وتخلصت من ذلك الجني الذي اجتمع صنيعي بالشر ونكران الجميل.
Lista de comentários
Réponse:
كنت في سبيل الرجوع إلى منزلي في أعقاب يوم دراسي جميل يعمه الجد والنشاط، عندما لمحت دوحة لم أعتد وجودها في حديقة حينا، لقد كانت شجرة خوخ كبيرة تنبعث منها رائحة زكية.
اقتربت منها بدافع الفضول، ومددت يدي لأقطف واحدة من أفانينها؛ إذ شدت انتباهي ثمرة غريبة ينافس لونها السماء في زرقتها، فقطفتها ونظفتها بمنديلي، وما كدت أقضمها حتى انبعث منها صوت يصرخ ويقول: " لا ، أيتها الفتاة، توقفي!"
ارتميت على الأرض من هول الصدمة في حين سقطت الخوخة على يميني لتنشطر إلى نصفين متساويين، فعم ديجور حاد كأنه حلكة الليل تعويض الزرقة التي كانت تكسو السماء منذ لحظات ضئيلة، وهبت ريح عاتية موضع النسيم المريض الذي كان ينعش النفوس، ودوى هزيم الرعد ليبدو جني كبير جدا البنية، أحوص العينين، أزرق الجلد، أشعث الشعر من ضمن القزع الذي ملأ المقر، فتوقفت في مكاني، ودب الرهاب في أوصالي، وأحسست بالدم يتجمد في عروقي، إلا أن الجني لم تلبث حالته أن اختلفت، فأصبح قصير القامة، ضئيل الجُسمان، فتحول الفزع والخوف اللذان كانا يخالجانني إلى ذهول وارتباك لما نطق قائلا بتعب :
" اسمعيني أيتها الطيبة، أعلم أنك إنسانة ذات أخلاق فاضلة، ومن شيمك معاونة المحتاج إليك، ولابد أنك ستمدين لي يد الدعم، أليس ايضاً؟"
تحشحشت من مكاني، ووقفت بصعوبة على قدمي اللتان ما عادتا تحملانني، ثم استجمعت بعض قوتي لأقول بصوت متقطع يلفه الرهاب: " وكيف لي أن أساعدك، وأنت جني مارد، في حين أنا لست إلا بشرية هزيلة؟" ، فأجاب وقد زادت حالته سوءا : "بلى، تستطيعين، ما عليك إلا وضعي على النار حتى أتخلص من محنتي".
هززت رأسي قبول، وحملته بين ذراعي بعدما أشفقت لحاله، ثم انطلقت أعدو نحو منزلي، حيث أوقدت نار المدفأة ووضعته فيها، وماهي سوى دقائق محصيات حتى استعاد حجمه الأصلي، وشكله الوحشي، ليجلجل قائلا بحنق : "تجهزي أيتها الخبيثة لدفع ثمن ما اقترفته أيادي أجدادك"، فأجبته بهلع : " وماذا تصرف أجدادي؟!"
- "ألا تعلمين أنهم سببب معاناتي وآلامي؟! إستيعاب من أحدثوا ذلك الشرخ العميق في جسدي، وهم من سجنوني في هذه الشجرة الملعونة"
- "ولكنني حررتك من هذا السجن المظلم، وأنقذتك من الوفاة والهلاك، فكيف تقابل معروفي بالجحود والنكران؟!"
- "إن هذا لا يشفع لك، فلن أستطيع التغاضي عن خطيئة عائلتك ما دمت من هذه السلالة التي عذبتني ودمرتني، فسآخذ بثأري من أعدائي بالتخلص منك."
- وكيف علمت انهم عائلتي؟ فالأسر عدة على سطح الأرض."
- "أولستم جميعا من بني آدم؟"
- "بلى، ولكن.."
- "ولكن ماذا؟ لقد تعبت من مجادلتك السخيفة تلك، فتأهبي.. ثواني حياتك باتت معدودة"
أجبته وقد تبلورت فكرة غريبة في ذهني: "إذا كان لا مفر من موتي، فاسمح لي بطلب أخير"
- "وماهو؟"
- "أنت جني، والجن يمكنهم القيام بما يعجز الإنسان عن فعله، صحيح؟"
- "نعم، وبعد؟"
- "إذن، هل لك أن تأتي لتصبح ماء، داخل الزجاجة؟"
- "أتشكين في هذا؟"
- " لا، ولكني أود أن أكون أول من يشهد تلك المعجزة أحد أبناء جنسي"
لم شدد أنهي كلامي حتى اختفى الجني من أمامي ، وامتلأت الزجاجة ماء وأسرعت إليها، وأحكمت إقفالها، وألقيت بها في عرض البحر بعدما أرفقتها بملحوظة تنبه من فتحها.
وبذلك، انقشعت ضبابة الرهاب التي كانت تعتريني، وتخلصت من ذلك الجني الذي اجتمع صنيعي بالشر ونكران الجميل.
اتمنى ان اكون ساعدتك