دعت رسالة الإسلام إلى التسامح، وورد الحثّ عليه في العديد من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومن مظاهر التسامح برّ المسلم بغير المسلم، إن لم يؤذي المسلمين، كما أنّ الإسلام منح الذميين الحرية، وأمر المسلمين بعدم التعرّض لهم في عقيدتهم، فأمر الإسلام المسلمين بترك الذميين على دينهم، حيث قال الله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)،[١] ومع ذلك فإنّ الإسلام أمر بخطابهم والتحدّث معهم بإحسان، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،[٢] فامتثل المسلمون لأوامر الله تعالى، فكانوا يعاملون أهل الكتاب أحسن معاملةٍ، كما أنّهم كانوا يعطفون عليهم، ويحكمون عليهم بالعدل، ومما يؤيد ذلك إباحة الله -تعالى- طعامهم، وذبائحهم، للمسلمين، ودليل ذلك قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ)،[٣] ومن مظاهر التسامح التي أقرّها الإسلام، الأمر بالدعوة إلى الله تعالى، برفقٍ ولينٍ ولطفٍ، والمناقشة بالإحسان، وذلك كان النهج الذي سار عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّه كان يدعو إلى توحيد الله تعالى، وإلى الإسلام، بالتبليغ فقط دون اللجوء إلى القوة، أو العنت، أو الإجبار، حيث إنّ الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، الحجة والبرهان والدليل، وليس الإكراه والقوة، ومما يدلّ على ذلك ما حدث يوم فتح مكة المكرمة، عندما عفا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن أهل مكة بعد أن آذوه، إلّا أنّ الإسلام أجاز ردّ السيئة بمثلها، ومعاقبة المسيء على ما فعله وأساء به للآخرين، حيث قال الله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)،[٤] ولكنّ الأفضل التسامح بين الناس، وعفوهم عن بعضهم البعض.[٥]
Lista de comentários
التسامح في الإسلام
دعت رسالة الإسلام إلى التسامح، وورد الحثّ عليه في العديد من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومن مظاهر التسامح برّ المسلم بغير المسلم، إن لم يؤذي المسلمين، كما أنّ الإسلام منح الذميين الحرية، وأمر المسلمين بعدم التعرّض لهم في عقيدتهم، فأمر الإسلام المسلمين بترك الذميين على دينهم، حيث قال الله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)،[١] ومع ذلك فإنّ الإسلام أمر بخطابهم والتحدّث معهم بإحسان، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،[٢] فامتثل المسلمون لأوامر الله تعالى، فكانوا يعاملون أهل الكتاب أحسن معاملةٍ، كما أنّهم كانوا يعطفون عليهم، ويحكمون عليهم بالعدل، ومما يؤيد ذلك إباحة الله -تعالى- طعامهم، وذبائحهم، للمسلمين، ودليل ذلك قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ)،[٣] ومن مظاهر التسامح التي أقرّها الإسلام، الأمر بالدعوة إلى الله تعالى، برفقٍ ولينٍ ولطفٍ، والمناقشة بالإحسان، وذلك كان النهج الذي سار عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّه كان يدعو إلى توحيد الله تعالى، وإلى الإسلام، بالتبليغ فقط دون اللجوء إلى القوة، أو العنت، أو الإجبار، حيث إنّ الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، الحجة والبرهان والدليل، وليس الإكراه والقوة، ومما يدلّ على ذلك ما حدث يوم فتح مكة المكرمة، عندما عفا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن أهل مكة بعد أن آذوه، إلّا أنّ الإسلام أجاز ردّ السيئة بمثلها، ومعاقبة المسيء على ما فعله وأساء به للآخرين، حيث قال الله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)،[٤] ولكنّ الأفضل التسامح بين الناس، وعفوهم عن بعضهم البعض.[٥]