لا يمكن أن أتذكر بكل تأكيد كيف بدأت حياتي، ولكن مما لاشك فيه أنني عندما كنت صغيراً كنت ارفع صوتي بالصراخ، ولاشك أن أول ما أحببته في هذه الحياة هو الرضاع، وأول شر أصابني هو حرماني من الرضاعة بفطامي.
ومن الذكريات التي تنسى أثناء مرحلة الطفولة، ذكريات اللعب مع الأصحاب، وخاصة الألعاب الشعبية التي كنا نلعبها في الحي، مثل ألعاب كرة القدم، واللعب بالطائرات الورقية، وربما بعد الألعاب الإليكترونية.
أما الفتيات فكانوا عادة ما يلعبوا بالدمى الخاصة بهم، حيث كانوا يقضون الساعات في عمل ملابس لها، أو تسريح شعرها، وعمل أشياء لها.
كذلك من الذكريات التي تظل عالقة في ذهن الإنسان عن الطفولة الأكلات الشهية التي كان يحبها، والأشخاص الذين كانوا يقدمون له هذه الأكلات، أو الماكن التي كان يشتريها منها، وكيف كان يحاول أن يدخر ليشتري بعض الأشياء البسيطة ومن أجمل الذكريات هي ذكريات الطفولة في المدرسة بالتأكيد.
عشت طفولة سعيدة مرحة قضيتها في اللعب مع الأصدقاء في شارعنا الحبيب، كنا نلعب الغميضة ونجري وراء بعضنا ونجمع الحصى المختلفة، ونشاهد الأولاد وهم يتنافسون في لعب الكرة والبلي، بينما نحن الفتيات كنا نفضل لعبة الأولى أو نحضر عرائسنا الصغيرة ونلعب بها معًا، عندما كبرت قررت أن استكمل طفولتي مع ابن أختي فأصبحت ألعب معه بالدمى، وأحكي له الحكايات، وفي يوم رجاني أن أحكي له حكاية فلم تكن أمه هنا وكان عليّ أن اعتني به، كنت أشعر أنني طفلة كبيرة تعتني بطفل صغير، كنت أعرف الكثير من الحكايات لكنني عندما بدأت أبحث عن واحدة اكتشفت أنني نسيتها كلها، قررت أن أرتجل واحدة له
” في يوم من الأيام كان هناك أرنبًا صغيرًا أبيض يحب اللعب كثيرًا ويحب أيضًا أكل الجزر اللذيذ، وفي يوم جاء له الذئب وقال له لماذا لا تأتي معي لنشتري الجزر، وافق الأرنب بسرعة لكن الذئب الشرير كان يريد أن يأكله”
وعندها قاطعني الصغير معترضًا فسألته عن السبب فقال لي “أنتِ مخطئة لم يكن الذئب يريد أن يأكله بل كان يريد أن يذهب معه ليشتري الجزر”
أدهشتني البراءة الجميلة الموجودة فيه، إذا لم يكن الذئب يريد أن يأكل الأرنب ويهرب الأرنب منه فكيف سأكمل الحكاية، فكرت ورأيت أن أعود ثانية إلى سياسة الارتجال في استكمال القصة” ذهب الأرنب والذئب معًا ليشتريا الجزر، اشترى الأرنب اثنين، أخذ واحدة وأعطى الذئب واحدة وأشترى الذئب اثنين أخذ واحدة وأعطى الأرنب واحدة وهكذا أصبحا أصدقاء”
قاطعني هذه المرة صوت انفتاح الباب وظهرت من خلفه أختي أو أمه، جرى وارتمى عليها فألبسته حذائه ليعود معها إلى البيت، لكنه كان يريد أن يبقى معي، أغرته أمه بالحلوى واللعب وأخيرًا بدا على وجهه الاقتناع، ووافق أن يذهب معها وقبل أن يذهب لوح لي بيده البيضاء الصغيرة، لا أعرف لماذا تخيلته أرنبًا أبيض صغيرًا وخفت عليه؟ لماذا لم أخبره أن العالم مليء بذئاب كثيرة لا تأكل الجزر بل تأكل الأرانب البيضاء الصغيرة؟ لكن طفولته والبراءة الشديدة على وجهه منعتني من إخباره بالحقيقة، فما أجمل الأطفال؟ وما أجمل براءتهم، وياليت أنفسنا تبقى بذات النقاء والجمال الذي كانت عليه في الطفولة.
Lista de comentários
لا يمكن أن أتذكر بكل تأكيد كيف بدأت حياتي، ولكن مما لاشك فيه أنني عندما كنت صغيراً كنت ارفع صوتي بالصراخ، ولاشك أن أول ما أحببته في هذه الحياة هو الرضاع، وأول شر أصابني هو حرماني من الرضاعة بفطامي.
ومن الذكريات التي تنسى أثناء مرحلة الطفولة، ذكريات اللعب مع الأصحاب، وخاصة الألعاب الشعبية التي كنا نلعبها في الحي، مثل ألعاب كرة القدم، واللعب بالطائرات الورقية، وربما بعد الألعاب الإليكترونية.
أما الفتيات فكانوا عادة ما يلعبوا بالدمى الخاصة بهم، حيث كانوا يقضون الساعات في عمل ملابس لها، أو تسريح شعرها، وعمل أشياء لها.
كذلك من الذكريات التي تظل عالقة في ذهن الإنسان عن الطفولة الأكلات الشهية التي كان يحبها، والأشخاص الذين كانوا يقدمون له هذه الأكلات، أو الماكن التي كان يشتريها منها، وكيف كان يحاول أن يدخر ليشتري بعض الأشياء البسيطة ومن أجمل الذكريات هي ذكريات الطفولة في المدرسة بالتأكيد.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
عشت طفولة سعيدة مرحة قضيتها في اللعب مع الأصدقاء في شارعنا الحبيب، كنا نلعب الغميضة ونجري وراء بعضنا ونجمع الحصى المختلفة، ونشاهد الأولاد وهم يتنافسون في لعب الكرة والبلي، بينما نحن الفتيات كنا نفضل لعبة الأولى أو نحضر عرائسنا الصغيرة ونلعب بها معًا، عندما كبرت قررت أن استكمل طفولتي مع ابن أختي فأصبحت ألعب معه بالدمى، وأحكي له الحكايات، وفي يوم رجاني أن أحكي له حكاية فلم تكن أمه هنا وكان عليّ أن اعتني به، كنت أشعر أنني طفلة كبيرة تعتني بطفل صغير، كنت أعرف الكثير من الحكايات لكنني عندما بدأت أبحث عن واحدة اكتشفت أنني نسيتها كلها، قررت أن أرتجل واحدة له
” في يوم من الأيام كان هناك أرنبًا صغيرًا أبيض يحب اللعب كثيرًا ويحب أيضًا أكل الجزر اللذيذ، وفي يوم جاء له الذئب وقال له لماذا لا تأتي معي لنشتري الجزر، وافق الأرنب بسرعة لكن الذئب الشرير كان يريد أن يأكله”
وعندها قاطعني الصغير معترضًا فسألته عن السبب فقال لي “أنتِ مخطئة لم يكن الذئب يريد أن يأكله بل كان يريد أن يذهب معه ليشتري الجزر”
أدهشتني البراءة الجميلة الموجودة فيه، إذا لم يكن الذئب يريد أن يأكل الأرنب ويهرب الأرنب منه فكيف سأكمل الحكاية، فكرت ورأيت أن أعود ثانية إلى سياسة الارتجال في استكمال القصة” ذهب الأرنب والذئب معًا ليشتريا الجزر، اشترى الأرنب اثنين، أخذ واحدة وأعطى الذئب واحدة وأشترى الذئب اثنين أخذ واحدة وأعطى الأرنب واحدة وهكذا أصبحا أصدقاء”
قاطعني هذه المرة صوت انفتاح الباب وظهرت من خلفه أختي أو أمه، جرى وارتمى عليها فألبسته حذائه ليعود معها إلى البيت، لكنه كان يريد أن يبقى معي، أغرته أمه بالحلوى واللعب وأخيرًا بدا على وجهه الاقتناع، ووافق أن يذهب معها وقبل أن يذهب لوح لي بيده البيضاء الصغيرة، لا أعرف لماذا تخيلته أرنبًا أبيض صغيرًا وخفت عليه؟ لماذا لم أخبره أن العالم مليء بذئاب كثيرة لا تأكل الجزر بل تأكل الأرانب البيضاء الصغيرة؟ لكن طفولته والبراءة الشديدة على وجهه منعتني من إخباره بالحقيقة، فما أجمل الأطفال؟ وما أجمل براءتهم، وياليت أنفسنا تبقى بذات النقاء والجمال الذي كانت عليه في الطفولة.