تخيل حكاية عجيبة أو قصة من قصص الخيال العلمي، أبطالها مخلوقات عجيبة الصفات والأفعال، زارت الأسرة خلال الظروف الصعبة وحاولت تخليصها من الوضع المزري الذي تعيشه، مسترشدا بما درسته في مهارة تخيل حكاية عـ أو قصة من الخيال العلمي، موظفا أسلوب التعجب والمدح والذم.
قالت شهرزاد: «… ثم إن الصياد رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم ارزقني هذه المرة برزقي» ورمى بالشبكة، بعد أن سمى الله، وصبر إلى أن استقرت، وجذبها، فإذا هي ثقيلة جدا، فعالجها حتى أخرجها إلى البر وفتحها، فإذا فيها قمقم من نحاس أصفر وفمه مختوم برصاص عليه خاتم النبي سليمان بن داوود ففرح الصياد بهذا القمقم. ثم إنه حركه، فوجده ثقيلا، وهو مسدود فقال في نفسه: «يا ترى أي شيء في هذا القمقم؟! لعل فيه كنزا ثمينا! فلأفتحه». وأخرج سكينا وعالج الرصاص ففكه من القمقم، وحطه إلى جانب الأرض، فعجب إذ رأى دخانا يتصاعد من القمقم إلى عنان السماء، ويزحف على الأرض ويتحول إلى عفريت، رأسه في السحاب ورجلاه في التراب. فارتعدت فرائص الصياد من رؤية هذا العفريت، وجف ريقه وعمي عن طريقه. فلما رآه العفريت قال: «لا إله إلا الله، سليمان نبي الله!»، ثم تضرع العفريت، وقال: «يا نبي الله لا تقتلني، فإني لن أخالف لك قولا ولن أعصي لك أمرا». فقال له الصياد: «أيها العفريت – تقول سليمان نبي الله، وسليمان مات منذ ألف وثمانمائة سنة»، فلما سمع العفريت كلام الصياد، قال: «لا إله إلا الله، أبشر أيها الصياد».
«وبم تبشرني أيها العفريت؟».
«بقتلك في هذه الساعة شر قتلة!».
فقال له الصياد: «يا شيخ العفاريت، هل أصنع معك مليحا فتعاملني بالقبيح؟ هل صممت على قتلي؟». فأجابه: «نعم»، فقال الصياد: «بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان بن داوود، أسألك عن شيء وأرجو أن تصدقني. أنت كنت في هذا القمقم، والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك، فكيف يسعك كلك؟»، فقال له العفريت: «أنت لا تصدق أنني كنت فيه؟»، فقال الصياد: «لا، لا أصدقك حتى أنظرك فيه بعيني!». حينئذ انتفض العفريت وصار دخانا، واجتمع، ودخل القمقم قليلا، قليلا، فأسرع الصياد إلى قطعة الرصاص المختومة، وطبعها على فم القمقم».
Lista de comentários
Réponse:
قالت شهرزاد: «… ثم إن الصياد رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم ارزقني هذه المرة برزقي» ورمى بالشبكة، بعد أن سمى الله، وصبر إلى أن استقرت، وجذبها، فإذا هي ثقيلة جدا، فعالجها حتى أخرجها إلى البر وفتحها، فإذا فيها قمقم من نحاس أصفر وفمه مختوم برصاص عليه خاتم النبي سليمان بن داوود ففرح الصياد بهذا القمقم. ثم إنه حركه، فوجده ثقيلا، وهو مسدود فقال في نفسه: «يا ترى أي شيء في هذا القمقم؟! لعل فيه كنزا ثمينا! فلأفتحه». وأخرج سكينا وعالج الرصاص ففكه من القمقم، وحطه إلى جانب الأرض، فعجب إذ رأى دخانا يتصاعد من القمقم إلى عنان السماء، ويزحف على الأرض ويتحول إلى عفريت، رأسه في السحاب ورجلاه في التراب. فارتعدت فرائص الصياد من رؤية هذا العفريت، وجف ريقه وعمي عن طريقه. فلما رآه العفريت قال: «لا إله إلا الله، سليمان نبي الله!»، ثم تضرع العفريت، وقال: «يا نبي الله لا تقتلني، فإني لن أخالف لك قولا ولن أعصي لك أمرا». فقال له الصياد: «أيها العفريت – تقول سليمان نبي الله، وسليمان مات منذ ألف وثمانمائة سنة»، فلما سمع العفريت كلام الصياد، قال: «لا إله إلا الله، أبشر أيها الصياد».
«وبم تبشرني أيها العفريت؟».
«بقتلك في هذه الساعة شر قتلة!».
فقال له الصياد: «يا شيخ العفاريت، هل أصنع معك مليحا فتعاملني بالقبيح؟ هل صممت على قتلي؟». فأجابه: «نعم»، فقال الصياد: «بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان بن داوود، أسألك عن شيء وأرجو أن تصدقني. أنت كنت في هذا القمقم، والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك، فكيف يسعك كلك؟»، فقال له العفريت: «أنت لا تصدق أنني كنت فيه؟»، فقال الصياد: «لا، لا أصدقك حتى أنظرك فيه بعيني!». حينئذ انتفض العفريت وصار دخانا، واجتمع، ودخل القمقم قليلا، قليلا، فأسرع الصياد إلى قطعة الرصاص المختومة، وطبعها على فم القمقم».